حصد كل واحد من خمسة مبتكرين يوم الأحد 17 أكتوبر مليون جنيه إسترليني، في أول توزيع لجائزة «إيرث شوت» التي أعلن عنها الأمير ويليام العام الماضي. و«إيرث شوت» يمكن اعتبارها «جائزة أوسكار للمشروعات الخضراء يأمل الأمير البريطاني أن تلقي الضوء على الحلول المبتكرة لأكثر تحديات البيئة إلحاحاً في العالم. والفائزون ينتمون لبقاع مختلفة من العالم، تمتد من إيطاليا إلى كوستا ريكا. وأعلنت أسماء الفائزين في حفل أنيق أذيع عبر شاشات التلفزيون في قصر ألكسندرا في شمال لندن. وتم استقبال الضيوف على سجادة خضراء. ودشن الأمير وليام الجائزة البيئية التي تصف نفسها بأنها «أرقى جوائز البيئة العالمية في التاريخ» بعد أن شعر بالإحباط من بطء جهود زعماء العالم في التصدي لتغير المناخ، بحسب قوله في كتابه عن المبادرة. 
وكتب والده، الأمير تشارلز الذي رأس الحفل، في تغريده على تويتر قائلاً: «إنني فخور للغاية بنجلي وليام بسبب التزامه المتزايد تجاه البيئة والطموح الجريء لجائزة إيرث شوت». وكان من بين الفائزين تكنولوجيا خضراء لإنتاج هيدروجين يمكن استخدامه كبديل بلا كربون للوقود الأحفوري. ومن ضمن الفائزين مصنع مقره الهند ينتج آلات منخفضة الكلفة بلا دخان، تحول المخلفات الزراعية إلى وقود ومخصبات. وأيضاً من الفائزين فريق من جزر الباهاما يستنبت مزارع من الشعاب المرجانية على البر ويستطيع نقلها فيما بعد إلى البحار. 
وفازت جمهورية كوستاريكا بالجائزة أيضاً عن مسعاها للتصدي لتقلص غطاء الغابات بدفع أموال للمواطنين مقابل حماية هذه الغابات. وفازت مدينة ميلانو بالجائزة بسبب نظامها من مراكز الغذاء التي تجمع وتعيد توزيع فائض الإمدادات إلى المحتاجين في المدينة. واختارت هيئة تضم أكثر من 200 خبير الفائزين من مجموعة زادت على 750 مرشحاً. وكان من بين المحكمين ديفيد اتنبرو معد البرامج الوثائقية التلفزيونية المعني بالبيئة، والملكة رانيا زوجة العاهل الأردني، والممثلة كيت بلانشيت، والفنانة شاكيرا ونجم كرة السلة السابق ياو مينج. واتساقاً مع المعنى الصديق للبيئة، لم يستلم الفائزون جوائزهم على المسرح، بل تم التواصل معهم عبر الفيديو من أنحاء العالم المختلفة. 

والجائزة استقت إلهامها من رسالة الرئيس جون كيندي الطموح لعام 1961 التي أُطلق عليها «مون شوت»، أي إرسال إنسان إلى القمر بحلول نهاية العقد. وكل عام من هذا العقد، سيجري اختيار فائزين بجائزة «إيرث شوت» في خمس فئات وهي حماية وإصلاح الطبيعة، وتنقية الهواء، وإنعاش المحيطات، وبناء عالم بلا مخلفات، وإصلاح المناخ، وفي نهاية الحفل ظهر الأمير وليام على المسرح وأعلن أن حفل العام القادم سيعقد في الولايات المتحدة، قائلاً: «أيوجد مكان أفضل من البلاد التي ألهمت بمهمة موت شوت في كل هذه السنوات الماضية؟» 


وقال الأمير ويليام لشبكة (بي بي سي) إنه يجب أن يكون التركيز على إصلاح هذا الكوكب أكثر من محاولة العثور على كوكب آخر للعيش فيه. وتم اعتبار تعليقاته على أنها انتقاد للمليارديرات جيف بيزوس وإيلون ماسك، المنخرطين في سباق السياحة الفضائية –على الرغم من تعهد عائلة بيزوس بتقديم مليار دولار للحفاظ على الأرض والبحر، بينما تأتي أموال ماسك إلى حد كبير من مشاريعه في مجال السيارات الكهربائية.
وكانت استجابة الأمير ويليام على أزمة المناخ من خلال استغلال ملفه الشخصي – وأموال من «المؤسسين المشاركين» –لإطلاق جائزة «إيرث شوت»، التي تُوصف بأنها «جائزة البيئة العالمية الأكثر شهرة في التاريخ».
وسيتم اختيار خمسة فائزين كل عام، حتى عام 2030.
وتم تقديم أكثر من 750 مرشحاً من قبل لجنة تضم أكثر من 200 خبير، ثم تم اختيار 15 مرشحاً نهائياً، يتنافسون للحصول على الجائزة المالية، ودعم رأس المال الاستثماري للمساعدة على توسع النطاق.
من بين الشخصيات المعروفة التي شاركت في التحكيم في الجولة النهائية: المذيع التليفزيوني وعالم الطبيعة البريطاني، ديفيد اتينبارا، والملكة الأردنية رانيا، والممثلة كيت بلانشيت، والمغنية شاكيرا وعملاق كرة السلة ياو مينج.
وسينضم بعض الفائزين إلى الأمير ويليام في مؤتمر المناخ العالمي المقبل (كوب 26) المقرر عقده في جلاسكو.
وفيما يلي بعض من المشاريع اللافتة للنظر:
- عربات مخصصة لكي الملابس باستخدام الطاقة الشمسية. في أجزاء من الهند، يستخدم عمال كي الملابس المتجولون مكواة تعمل بالفحم لكي الملابس، حيث يوجد ما يقدر بـ 10 ملايين عربة كي تعمل بالفحم وتحرق – في المتوسط – حوالي 11 رطلاً من الفحم يومياً.
ابتكرت، فينيشا أوماشانكار، طالبة تبلغ من العمر 14 عاماً، وهي من ولاية تاميل نادو بجنوب الهند، عربة تعمل بالطاقة الشمسية للمساعدة من أجل تقليل التلوث في المدن، بما في ذلك مدينتها. هذه العربة متصلة بدراجة وفيها ألواح شمسية على سطحها. يستغرق الشحن الكامل حوالي خمس ساعات في الشمس الساطعة، ويمكن للبائعين استخدام المكواة لمدة ست ساعات في اليوم.
تقول أوماشانكار إنه يمكن تطبيق مفهوم عربة الكي على الباعة الجائلين الآخرين، أيضاً. وتضيف: «قريباً، قد تكون هناك عربات تعمل بالطاقة الشمسية لبيع الخضار، أو الآيس كريم».
- حواجز بحرية حية: مع ارتفاع مستوى المحيطات في عالم الاحترار، سيقوم البشر ببناء حواجز بحرية لحماية مدنهم. غير أن الحواجز البحرية التقليدية تكون في الغالب قاحلة، لأنها تفتقر إلى المأوى لتشجيع التنوع البيولوجي في البيئة الحية، أما الحواجز الحية، وهو مشروع بدأه معهد سيدني للعلوم البحرية، يسخّر علماء المحيطات والمصممون الصناعيون «ألواحاً من الموائل الطبيعية»، فهي عبارة عن صحون في حجم فطيرة بيتزا كبيرة يمكن تثبيتها على الحواجز البحرية وتزويدها بتكوينات طبيعية مقلدة مثل الأحواض الصخرية وجذور المنجروف، وعليها تنمو الحياة. يقول المطورون إن الألواح مبنية من «على شكل قوالب ثلاثية الأبعاد من الخرسانة المسلحة، وهي متوفرة في 10 تصميمات -بأسماء مثل عشب البحر وأصابع الإسفنج».

- تطبيق لتتبع التلوث:عندما عمل «ما جون» كصحفي استقصائي في صحيفة «ساوث تشينا مورنينج بوست»، قدم تقريراً عن تأثير تلوث الهواء والماء الناجم عن الاقتصاد المزدهر. وبصفته ناشطاً بيئياً، فقد أدرك أنه لكي تحارب التلوث، يتعين عليك قياسه، وعليه أسس الخريطة الزرقاء «بلو ماب»، وهي أول قاعدة بيانات بيئية عامة في الصين، يمكن الوصول إليها عبر الهاتف الذكي، وتقدم للمواطنين معلومات مفصلة عن الانبعاثات والنفايات السائلة، من 40 ألف مصنع، مدعومة بـ 160 ألفاً من نقاط البيانات لجودة الهواء والماء، يتم جمعها كل يوم. ويمكن للمستخدمين استخدام هذه البيانات لفضح الشركات المخالفة.

- إدخال الكهرباء: نشأ «أولجبينجا أولبانجو» فقيراً في نيجيريا، وهي إحدى البلدان الأفريقية التي تفتقر إلى مصدر موثوق للكهرباء. وأسس أولبانجو شركة «ريددي» الناشئة التي توفر وحدات بطارية محمولة قابلة لإعادة الشحن للمستهلكين من خلال آلة تعمل بألواح شمسية.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن هناك 1.2 مليار شخص في العالم يعيشون من دون كهرباء، 70 مليوناً منهم في أفريقيا. ويعتقد حكام جائزة إيرث شورت أن هذه يمكن أن تكون طريقة نظيفة وصديقة للبيئة لسد الفجوة.

كارلا آدم

مراسلة «واشنطن بوست» في لندن

وويليام بوث
مدير مكتب «واشنطن بوست» في لندن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»